سوريا … وأنا

طوال ثمانية وعشرين عاماً من عمري لم أنطلق يوماً في تعريفي لسوريتي ولمواطنتي (كما أراها أنا على الأقل) من أني أنحدر من أقلية مذهبية في سورية، ولم أشعر لمرة واحدة أن كوني ابن سلمية يفرض علي منطقاً ورؤية مختلفة لما يجب أن يكون عليه وطني بما يحافظ على كياني ويضمن بقائي ومستقبلي. فمن أين طرأت فجأة مع أول صوت مطالب بالحرية، أيا كانت تلك الحرية في بلد يقوده حزب يرفع الحرية شعاراً له، كل تلك الأسئلة التي بات يمطرني بها البعض ضمنا وصراحة، سرا وعلانية، عن حقيقة موقفي من حراك أبناء أحياء وقرى ومدن سورية تبعاً لطائفة أبنائها أو انتمائهم المذهبي، وعن مدى شعوري بالخطر الذي يتهددني كمنحدر من أقلية أولا وكعلماني ثانياً من أفراد ومجموعات أفترض أنني أتشارك معهم على الأرض السورية ماهو أكبر من انتمائهم المذهبي والطائفي.

متابعة قراءة “سوريا … وأنا”