يناصب الإسلاميون على اختلاف أطيافهم بدءا بالاخوان المسلمين وانتهاء بداعش حزب البعث العربي الاشتراكي العداء الشديد، وينظرون للبعثيين على أنهم علمانيون زنادقة ولكن .. ماتفسير اعجاب العديد من جماهيرهم وقادتهم بصدام حسين؟ كيف يستقيم أن يوصف أحد أشهر وأشرس البعثيين في التاريخ على أنه “أسد السنة” ؟!
السر وراء ذلك ليس فقط كون القائد البعثي المولود في تكريت سني المولد، ولا أنه شن حرباً على دولة الثورة الشيعية استمرت ثمان سنوات، بل لأن المؤسس الفعلي والقائد العسكري الأهم للدولة الإسلامية في العراق والشام وصاحب اليد الطولى في تأسيس سابقتها جبهة النصرة ليس إلا العقيد السابق في أجهزة استخبارات صدام حسين سمير الخليفاوي الملقب بـ حجي بكر ! وحجي بكر هاذا استراتيجي متمرس نصّب مع اثنين من زملائه ممن أطلق سراحهم من سجن بوكا الأميركي في العراق أبا بكر البغدادي خليفة للدولة الإسلامية، فيما كانوا هم ركائزها وقيادييها وتمكنوا بفضل استراتيجة خليفاوي في التجسس والخطف والاغتيالات من اجتياح أغلب المناطق التي يتواجدون فيها في سوريا ! ولعل انضمام عزة الدوري الرجل الثاني في نظام صدام البائد للقتال معهم لدخول الموصل خير دليل على كونهم زملاء سابقين له، ولو قدر لصدام أو أحد أبنائه أن يبقوا أحياء لكانوا هم أنفسهم على رأس هذه الطغمة الباطشة التي خلعت رداءها القومي وارتدت عباءتها الإسلامية.
يؤكد ذلك أن الإسلاميين مهما بلغوا عتياً يبقون أدوات في يد استخبارات الأنظمة الشمولية .. وغير الشمولية، بدليل أن الدولة الإسلامية كانت أشد إرهاباً وشقت عصا الطاعة على أمها الممثلة بالقاعدة، التي أسستها بدورها الاستخبارات الأمريكية والسعودية وشقيقاتهما.